يُعد المدرب الإيطالي المخضرم كارلو أنشيلوتي أحد أبرز الأسماء في عالم التدريب، إذ أثبت مرارًا قدرته على التعلم من الأخطاء وتحويل الأزمات إلى انتصارات. ورغم الضغوط الكبيرة التي رافقته خلال مسيرته مع ريال مدريد، إلا أنه يُظهر في كل مرة مرونة وذكاء في التعامل مع المواقف الصعبة.
درس الكلاسيكو 2022: من هزيمة ثقيلة إلى التتويج بالليجا ودوري الأبطال
في عام 2022، تعرض أنشيلوتي لهزيمة ثقيلة أمام برشلونة بقيادة تشافي هيرنانديز، حيث سقط ريال مدريد برباعية نظيفة على ملعب سانتياجو برنابيو. إلا أن هذه الهزيمة لم تُحبط المدرب الإيطالي، بل كانت نقطة انطلاق نحو التتويج بلقب الليجا. ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل نجح أنشيلوتي في قيادة الفريق لتحقيق دوري أبطال أوروبا بملحمة كروية لا تُنسى، بعدما أطاح بباريس سان جيرمان، تشيلسي، ومانشستر سيتي، قبل أن يهزم ليفربول في المباراة النهائية.
تكرار السيناريو في 2024: الهزيمة أمام فليك والانطلاقة الجديدة
عاد السيناريو ليُكرر نفسه في موسم 2024، عندما خسر ريال مدريد برباعية أخرى في الكلاسيكو أمام برشلونة بقيادة الألماني هانز فليك. ورغم هذه الصدمة، أظهر أنشيلوتي قدرته على إعادة ترتيب الأوراق. فقد حقق الفريق 9 انتصارات في آخر 13 مباراة، مقابل 3 هزائم وتعادل وحيد، ليستعيد صدارة الليجا ويعزز فرصه في دوري أبطال أوروبا. كما أضاف كأس القارات للأندية إلى خزائنه، ليكمل خماسية العام الماضي 2024.
إعادة ترميم خطوط الفريق بعد الإصابات
عانى ريال مدريد من عدة إصابات مؤثرة، إلا أن أنشيلوتي نجح في إيجاد حلول مبتكرة. فقد سدّ فراغ قلب الدفاع بعد إصابة إيدير ميليتاو بقطع في الرباط الصليبي، عبر إعادة توظيف لاعب الوسط الفرنسي أوريلين تشواميني في هذا المركز، بجانب منح الفرصة للمدافع الشاب راؤول أسينسيو ليكتسب الثقة.
وفي خط الوسط، استعاد أنشيلوتي خدمات إدواردو كامافينجا وداني سيبايوس، مما منحه مرونة تكتيكية أكبر. كما لجأ إلى توظيف كامافينجا كظهير أيسر وفيدريكو فالفيردي كظهير أيمن لتعويض غياب داني كارفاخال المصاب حتى نهاية الموسم.
انتعاش الخيارات الهجومية
على الصعيد الهجومي، شهد الفريق تحسنًا ملحوظًا بعد صفعة الكلاسيكو. استعاد جود بيلينجهام حاسته التهديفية، بينما بدأ كيليان مبابي يستعيد الثقة تدريجيًا. إلى جانب تألق الثنائي البرازيلي فينيسيوس جونيور ورودريجو جوس، منح أنشيلوتي الثقة للثنائي إبراهيم دياز وأردا جولر، مما أسهم في تنويع الخيارات الهجومية للفريق.
الخلاصة
يثبت كارلو أنشيلوتي مرة أخرى أنه مدرب من طراز فريد، قادر على التعلم من الأخطاء وتجاوز الأزمات، ليعيد ريال مدريد إلى القمة. ومع اقتراب الموسم من مراحله الحاسمة، يبدو أن الفريق الملكي بقيادة المدرب الإيطالي عازم على كتابة فصل جديد من النجاح، سواء في الليجا أو دوري الأبطال.
تعليقات
إرسال تعليق